كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 4)

" صفحة رقم 168 "
القمر معروف يسمى بذلك لبياضه والأقمر الأبيض وليلة قمراء مضيئة قاله ابن قتيبة .
البزوغ أول الطلوع بزغ يبزغ . اقتدى به اتبعه وجعله قدوة له أي متبعاً . الغمرة الشدة المذهلة وأصلها في غمرة الماء وهي ما يغطي الشيء . قال الشاعر : ولا ينجي من الغمرات إلا
براكاء القتال أو الفرار
ويجمع على فعل كنوبة ونوب قال الشاعر :
وحان لتالك الغمر انحسار
فرادى : الألف فيه للتأنيث ومعناها فرداً فرداً ، ويقال فيه فراد منوناً على وزن فعال وهي لغة تميم وفراد غير مصروف كآحاد وثلاث وحكاه أبو معاذ ، قال أبو البقاء : من صرفه جعل جمعاً مثل تؤام ورخال وهو جمع قليل ، قيل : وفرادى جمع فرد بفتح الراء . وقيل : بسكونها ، قال الشاعر : يرى النعرات الزرق تحت لبانه
فرادى ومثنى أصعقتها صواهله
وقيل : جمع فريد كرديف وردا في ويقال رجل أفردوا امرأة فردى إذا لم يكن لها أخ وفرد الرجل يفرد فروداً إذا انفرد فهو فارد . خوله : أعطاه وملكه وأصله تمليك الخول كما تقول مولته ملكته المال . البين : الفراق . قيل : وينطلق على الوصل فيكون مشتركاً . قال الشاعر : فوالله لولا البين لم يكن الهوى
ولولا الهوى ما حن للبين آلفه
) وَإِذْ قَالَ إِبْراهِيمُ لاِبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً ءالِهَةً إِنّى أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ ).
لما ذكر قوله تعالى : ) قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا ( ناسب ذكر هذه الآية هنا وكان التذكار بقصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه أنسب لرجوع العرب إليه إذ هو جدّهم الأعلى فذكروا بأن إنكار هذا النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ) عليكم عبادة الأصنام هو مثل إنكار جدّكم إبراهيم على أبيه وقومه عبادتها وفي ذلك التنبيه على اقتفاء من سلف من صالحي الآباء والأجداد وهم وسائر الطوائف معظمون لإبراهيم عليه السلام ، والظاهر أن آزر اسم أبيه قاله ابن عباس والحسن والسدّي وابن إسحاق وغيرهم ، وفي كتب التواريخ أن اسمه بالسريانية تارخ والأقرب أن وزنه فاعل مثل تارخ وعابر ولازب وشالح وفالغ وعلى هذا يكون له اسمان كيعقوب وإسرائيل وهو عطف بيان

الصفحة 168