كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 4)

" صفحة رقم 38 "
عمرو ، ولذلك صح أن يقع صلة للموصول ولم يلحظ فيه الوصف وأن كان ظرف زمان مجرداً لم يجز أن يقع صلة ، قال تعالى : ) وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ( ولا يجوز والذين اليوم وقد تكلمنا على هذا في أول البقرة ومعنى ) ثُمَّ أَصْبَحُواْ ( ثم صاروا ولا يراد أن كفرهم مقيد بالصباح .
المائدة : ( 103 ) ما جعل الله . . . . .
( مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ ( مناسبة هذه لما قبلها أنه تعالى لما نهى عن سؤال ما لم يأذن فيه ولا كلفهم إياه منع من التزام أمور ليست مشروعة من الله تعالى ، ولما سأل قوم عن هذه الأحكام التي كانت في الجاهلية هل تلحق بأحكام الكعبة بين تعالى أنه لم يشرع شيئاً منها ، أو لما ذكر المحللات والمحرمات في الشرع عاد إلى الكلام في المحللات والمحرمات من غير شرع ، وفي حديث روي عن أبي هريرة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ) ( أن أول من غير دين إسماعيل عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف نصب الأوثان وسبب السائبة وبحر البحيرة وحمى الحامي ) ، ورآه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ) يجر قصبه في النار ، وروي أنه كان ملك مكة ، وروى زيد بن أسلم عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) أنه قال : ( قد عرفت أول من بحر البحيرة هو رجل من مدلج كانت له ناقتان فجدع ذانهما وحرم ألبانهما وركوب ظهورهما قال : فلقد رأيته في النار يؤذي أهل النار ريح قصبه ) . قال الزمخشري يعني ) مَّا جَعَلَ اللَّهُ ( ما شرع ذلك ولا أمر بالتبحير والتسييب وغير ذلك ، وقال ابن عطية ) وَجَعَلَ ( في هذه الآية لا يتجه أن تكون بمعنى خلق الله لأن الله تعالى خلق هذه الأشياء كلها ولا هي بمعنى صير لعدم المفعول الثاني ، وإنما هي بمعنى ما سن ولا شرع ، ولم يذكر النحويون في معاني جعل شرع ، بل ذكروا أنها تأتي بمعنى خلق وبمعنى ألقى وبمعنى صير ، وبمعنى الأخذ في الفعل فتكون من أفعال المقاربة . وذكر بعضهم بمعنى سمى وقد جاء حذف أحد مفعولي ظن وأخواتها إلا أنه قليل والحمل على ما سمع أولى من

الصفحة 38