كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)}.

[19] {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} من عقائدكم وأعمالكم.
...
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}.

[20] و {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} يعني: الأصنامَ التي تعبدونَها من دونه. قرأ عاصمٌ، ويعقوبُ: (يَدْعُونَ) بالغيبِ، والباقونَ: بالخطابِ (¬1).
{لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا} لعجزِهم {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} لأنهم يُتَّخَذون من الحجارةِ وغيرِها.
...
{أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)}.

[21] {أَمْوَاتٌ} يعني: الأصنامَ {غَيْرُ أَحْيَاءٍ} أي: لا يعقبُ موتَها حياةٌ.
{وَمَا يَشْعُرُونَ} أي: الأمواتُ {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} متى يُحشرونَ.
...
{إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)}.

[22] ثم نفى ألوهيةَ الأصنامِ، وعَرَّفَهم الإلهَ حقيقةً فقالَ: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} لا يُشارَكُ.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 371)، و"التيسير" للداني (ص: 137)، و"تفسير البغوي" (2/ 609)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 274).

الصفحة 15