كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)
{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}.
[27] {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ} اللهُ {وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ} بزعمِكم. قرأ البزيُّ عن ابنِ كثيرٍ: (شُرَكَايَ) بياءٍ مفتوحةٍ بغيرِ همزٍ ولا مَدٍّ، قال الكواشيُّ: لأنَّ الأصلَ تركُ المدِّ؛ لأن المدَّ إنما يكونُ بزيادةِ حرفٍ ليسَ من أصلِ الكلمةِ، فرجعَ إلى الأصلِ معَ صحةِ القراءة وتواترِها، فلا تأثيرَ لطعنِ الطاعنِ فيها، والباقون: بفتحِ الياءِ والمدِّ بلا همزٍ؛ لأن الأشهرَ في (فَعيل) أن يُجمع على (فُعَلاء)؛ كشهيدٍ وشهداءَ (¬1).
{الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} تخاصِمُون في شأنِهم. قرأ نافعٌ: (تشُاقُّونِ) بكسر النونِ على الإضافةِ، أصلُه: تشُاقُّونَنِي، فحُذِفَ أحدُ النونينِ والياء، وتُركتِ الكسرةُ تدلُّ عليها. وقرأ الباقون: بفتح النونِ إخبارٌ عن غيرِ مضافٍ (¬2)، تلخيصُه: ليحضُرْ من تزعمونَ، وليدفَعْ عنكم العذابَ.
{قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} أي: النبوةَ.
{إِنَّ الْخِزْيَ} الهوانَ {الْيَوْمَ وَالسُّوءَ} العذابَ.
{عَلَى الْكَافِرِينَ} وفائدةُ قولهم إظهارُ الشماتةِ وزيادةُ الإهانةِ.
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 371 - 372)، و"التيسير" للداني (ص: 137)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 275).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 371)، و"التيسير" للداني (ص: 137)، و"تفسير البغوي" (2/ 611)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 276).
الصفحة 18