كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}.
[28] {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} يقبضُ أرواحَهم ملكُ الموتِ وأعوانُه.
قرأ حمزةُ، وخلفٌ في هذا الحرفِ وفي الآتي: (يَتَوَفَّاهُمْ) بالياءِ على التذكيرِ، والباقونَ: بالتاء على التأنيث (¬1) {ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} بالكفرِ. قرأ أبو عمرٍو (الْمَلاَئِكَة ظَّالِمِي أَنْفُسِهِمْ) بإدغامِ التاءِ في الظاء (¬2).
{فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} أي: استسلَموا وانقادوا حينَ عاينوا الموتَ، وقالوا:
{مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} شِرْكٍ، فتُجيبهم الملائكةُ: {بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فهو يُجازيكم عليه، قالَ عكرمةُ: المعنيُّ بذلك مَنْ قُتِلَ من (¬3) الكفارِ ببدرٍ.
...
{فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}.
[29] {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} عن الإيمانِ.
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 372)، و"التيسير" للداني (ص: 137)، و"تفسير البغوي" (2/ 612)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 276).
(¬2) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 270)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 277).
(¬3) "من" ساقطة من "ت".
الصفحة 19