كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

[32] {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} تقدَّمَ التنبيهُ على اختلاف القراء في (تَتَوَفَّاهُمْ) {طَيِّبِينَ} طاهرينَ من الكفرِ والمعاصي.
{يَقُولُونَ} لهم عندَ الموتِ: {سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} ويقولونَ لهم في الآخرةِ: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: بما كانَ من أعمالِكم.
...
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)}.

[33] {هَلْ يَنْظُرُونَ} ما ينتظرُ الكفارُ {إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} لقبضِ أرواحِهم. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (يَأْتِيهِمُ) بالياءِ مُذَكَّرًا، والباقون: بالتاءِ مؤنثًا (¬1).
{أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} وعيدٌ يتضَمَّنُ قيامَ الساعةِ وعذابَ الدنيا.
{كَذَلِكَ} أي: مثلَ ذلكَ الفعلِ من الشركِ والتكذيبِ.
{فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} فَعُوقبوا.
{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} بتدميرِهم {وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} أي: آذَوْا أنفسَهم، وظلموها بنفسِ فعلهم، وإن كانوا لم يقصِدوا ظُلْمَها.
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 372)، و"التيسير" للداني (ص: 137)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 303)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 278).

الصفحة 21