كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)
{الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)}.
[42] {الَّذِينَ صَبَرُوا} على الشدائدِ من أذى الكفارِ ومفارقةِ الوطنِ.
{وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} مُفَوِّضينَ الأمرَ إليه.
...
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}.
[43] ونزلَ لما قالَتْ قريشٌ: إنَّ اللهَ أعظمُ من أن يكونَ رسولُه بشرًا، فهلَّا بعثَ إلينا مَلَكًا: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} (¬1) أي: أهلَ الكتبِ المتقدمةِ. قرأ حفصٌ عن عاصمٍ: (نُوحِي) بالنونِ وكسرِ الحاءِ على لفظِ الجمعِ، وقرأ الباقون: بالياءِ وفتح الحاءِ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه (¬2)، وقرأ ابنُ كثيرٍ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (فَسَلُوا) بالنقلِ، والباقون: بالهمزِ (¬3).
{إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وفي الآية دليلٌ على أنه تعالى لم يرسلِ امرأةً ولاَ مَلَكًا للدعوةِ العَّامةِ.
...
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطبري" (ص: 159)، و"تفسير البغوي" (2/ 615).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 373)، و"التيسير" للداني (ص: 137)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 281).
(¬3) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 414)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 278)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 281).
الصفحة 26