كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

وتشديدِها معَ فتحِ الفاءِ؛ من التفريطِ في الطاعاتِ، وقرأ الباقون: بفتحِ الراءِ وتخفيفِها؛ أي: مُقَدَّمون إلى النارِ (¬1).
...
{تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}.

[63] {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ} كما أرسَلْناك إلى هذهِ الأمةِ.
{فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} الخبيثةَ.
{فَهُوَ وَلِيُّهُمُ} ناصرُهم {الْيَوْمَ} أي: يومَ القيامةِ، والألفُ واللامُ فيه للعهدِ؛ أي: هو وليُّهم في اليومِ المشهودِ، وهو وقتُ الحاجة، وهو عاجزٌ عن نصرِ نفسهِ، فكيف ينصرُ غيره؟! وهذهِ حكايةُ حالٍ آتيةٍ؛ أي: في حالِ كونِهم مُعَذَّبين في النارِ.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} قرأ أبو عمرٍو (فَهُو ولِيُّهُمْ) بإدغامِ الواوِ في الواو (¬2).
...
{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 374)، و"التيسير" للداني (ص: 138)، و"تفسير البغوي" (2/ 621)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 304)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 286).
(¬2) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 271)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 286).

الصفحة 35