كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}.

[67] {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ} فالكنايةُ في (مِنْهُ) عائدة إلى (ما) محذوفةٍ (¬1)؛ أي: ما تتَّخِذون منه {سَكَرًا} أي: خَمْرًا، ثم نُسِخَتْ بقوله: {فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90]؛ لأنَّ النحلَ مكيةٌ، والمائدةَ مدنيةٌ {وَرِزْقًا حَسَنًا} الرُّطَبَ والتمرَ والعنبَ والزبيبَ.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} بالتأمُّل في الآياتِ.
...
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}.

[68] {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} أَلْهَمَها، وهو مُذَكَّر، وربما (¬2) أُنِّثَ حملًا على المعنى.
{أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} تأوينَ إليها.
{وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} يَبْنُون لكِ من الأماكن. قرأ ابنُ عامرٍ، وأبو بكرٍ عن عاصمٍ: (يَعْرُشُونَ) بضمِّ الراء، والباقون: بكسرها (¬3).
...
¬__________
(¬1) في "ت": "إلى محذوفة".
(¬2) في "ت": "مذكور بما".
(¬3) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 374)، و"التيسير" للداني (ص: 138)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 271)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 288)، والقراءة بخلاف عن عاصم.

الصفحة 38