كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)
عَلَى بَعْضٍ} وقرأ الباقون: بالغيب؛ لقولهِ {فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} (¬1).
...
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}.
[72] {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} من جنسِكم، والمرادُ حواءُ؛ لأنها خُلقت من قصيراءِ آدمَ {أَزْوَاجًا} نساءً.
{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} أعوانًا وخَدمًا، جمعُ حافدٍ، وهو المعينُ المسرعُ في الطاعةِ، غريبًا كانَ أو قريبًا. قرأ أبو عمروٍ، ورويسٌ: (جَعَل لكُمْ) بإدغامِ اللامِ في اللامِ كُلَّ ما في هذهِ السورةِ (¬2).
{وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} الحلالاتِ، ثم وَبَّخهم بقوله: {أَفَبِالْبَاطِلِ} أي: الأصنامِ، وما يُفضي إلى الشرك {يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ} القرآنِ.
{هُمْ يَكْفُرُونَ} (بِنِعْمَتِ) رُسِمَتْ بالتاءِ، وكذلك في الموضعين بعدَها، وهما: (نِعْمَتَ اللهِ) وقفَ عليها بالهاءِ ابنُ كثيرٍ، وأبو عمروٍ، والكسائيُّ، ويعقوبُ.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 374)، و"التيسير" للداني (ص: 138)، و"تفسير البغوي" (2/ 625)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 304)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 289).
(¬2) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 302)، (2/ 304)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 279)، و "معجم القراءات القرآنية" (3/ 289).
الصفحة 41