كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

سُوْرَةُ النَّحل
وكانت تسمَّى: سورةَ النِّعَمِ؛ بسببِ ما عَدَّدَ اللهُ فيها من نِعَمِه على عبادِه، وهي مكيةٌ، إلَّا من قولِه تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} إلى آخرها، نزلَ بالمدينةِ، وآيُها مئةٌ وثمانٍ وعشرونَ آيةً، وحروفُها سبعةُ آلافٍ وسبعُ مئةٍ وسبعةُ أحرفٍ، وكَلِمُها ألفٌ وثماني مئة وإحدى وأربعونَ كلمةً.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}.

[1] {أَتَى} قَرُبَ {أَمْرُ اللَّهِ} أي: عذابُه، وذلك أنَّ الكفارَ كانوا يستعجلونه استهزاءً، فنزل: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}، فوثبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قائِمًا، وحَذَّرَ الناسَ مِنْ قيامِ الساعةِ، فنزل: {فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} (¬1) لا تطلُبوا الأمرَ قبلَ حينهِ، فاطمأَنُّوا. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (أَتىَ) بالإمالة، واختلِفَ عن ابنِ ذكوانَ (¬2)، ولما نزلَتْ هذهِ الآيةُ، قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ
¬__________
(¬1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 158)، و"تفسير البغوي" (2/ 603)، و"الدر المنثور" للسيوطي (5/ 108).
(¬2) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 35، 42)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 276)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 667).

الصفحة 5