كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} وهذا في حق عائشة رضي الله عنها، ومعناه: فأولئك هم الكاذبون في غيبي وعلمي.
...
{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)}.

[14] {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} أيها الخائضون بالحلم والإمهال لتتوبوا {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ} جريتم {فِيهِ} من القذف {عَذَابٌ عَظِيمٌ} دائم في الآخرة.
...
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)}.

[15] {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} أي: تأخذون حديث الإفك من الأفاكين. قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: (إِذ تَّلَقَّوْنَهُ) بإدغام الذال في التاء، والباقون: بإظهارها، ومنهم البزي يشدد التاء على أصله، والتلاوة المتواترة (تَلَقَّوْنَهُ): بفتح اللام والقاف مع تشديدها؛ أي: تقبلونه، وقرئ بكسر اللام وضم القاف مخففة؛ من الولق، وهو الإسراع بالكذب (¬1) {بِأَلْسِنَتِكُمْ} بأن يرويه بعض عن بعض.
{وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ} كلامًا بلا مساعدة من القلوب.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 453)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 323)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 220).

الصفحة 517