كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)}.

[23] ونزل في شأن قذف (¬1) عبد الله بن أُبيِّ عائشةَ رضي الله عنها: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} (¬2) العفيفات {الْغَافِلَاتِ} عن الفاحشة {الْمُؤْمِنَاتِ} بالله ورسوله.
{لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} عُذِّبوا في الدنيا بالحد (¬3)، وفي الآخرة بالنار.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وجمع المؤمنات، وإن أريدت عائشة وحدها؛ لأن من قذف واحدة من نسائه - صلى الله عليه وسلم -، فكأنه قد قذفهن.
قيل لابن جبير: من قذف مؤمنة يلعنه الله في الدنيا والآخرة؟ قال: "ذلك لمن قذف عائشة خاصة" (¬4).
وقال ابن عباس: "هذا فيمن قذف زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليس له توبة، ومن قذف مؤمنة، فقد جعل الله له توبة" (¬5).
...
¬__________
(¬1) "قذف" زيادة من "ت".
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 282).
(¬3) في "ت": "بالجلد".
(¬4) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 151). وقد روى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8/ 2557)، والحاكم في "المستدرك" (6731) عن ابن عباس، مثله.
(¬5) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 164).

الصفحة 522