كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم: بياء مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال على التذكير مجهول مستقبل؛ [أي: يوقد المصباح، وقرأ الباقون، وهم: حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر عن عاصم: بضم التاء والدال مع التخفيف على التأنيث مجهول مستقبل] (¬1) (¬2)؛ أي: توقد الزجاجة؛ أي: نارها؛ لأن الزجاجة لا توقد.
{مِنْ شَجَرَةٍ} أي: زيت شجرة {مُبَارَكَةٍ} كثيرة النفع؛ لأن دهنها الزيت، فهو إدام وفاكهة ومصحة من الباسور {زَيْتُونَةٍ}.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلوا الزيت وادَّهِنوا بالزيت؛ فإنه من شجرة مباركة" (¬3).
{لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} بل بينهما؛ كالشام وأجودُ الزيتون زيتونهُ.
وقال ابن عباس وغيره: معناه أنها في منكشف من الأرض؛ لتصيبها عين (¬4) الشمس طول النهار، وتستدير عليها، فليست خالصة للشرق فتسمى شرقية، ولا للغرب فتسمى غربية، بل هي شرقية وغربية، تأخذ حظها من الأمرين، فيكون زيتها أضوأ (¬5).
¬__________
(¬1) ما بين معكوفتين زيادة من "ت".
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 456)، و"تفسير البغوي" (3/ 300)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 332)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 255 - 256).
(¬3) رواه الترمذي (1851) كتاب: الأطعمة، باب: ما جاء في أكل الزيت، وابن ماجه (3319)، كتاب: الأطعمة، باب: الزيت، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
(¬4) "عين" ساقطة من "ت".
(¬5) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 301)، و"الدر المنثور" للسيوطي (6/ 196).

الصفحة 539