كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

والكسائي بكسر الهمزة فقط، وذلك في الوصل، وقرأ الباقون: بضم الهمزة وفتح الميم، واتفقوا على الابتداء كذلك (¬1).
{أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} هو بيت موكله، فله أن يأكل من زرعه وضرعه إذا احتاج، ولا يدخر، والمفاتيح: الخزائن.
{أَوْ صَدِيقِكُمْ} الصديق: الذي صدقك في المودة، قال ابن عباس: "نزلت في الحارث بن عمرو، خرج غازيًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخلف مالك يزيد على أهله، فلما رجع، وجده مجهودًا، فسأله عن حاله، فقال: تحرَّجْتُ أن آكل من طعامك بغير إذنك، فأنزل الله الآية" (¬2).
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا} مجتمعين {أَوْ أَشْتَاتًا} متفرقين، نزلت في بني ليث بن عمرو من كنانة، كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده حتى يجد ضيفًا يأكل معه (¬3).
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا} من هذه البيوت للأكل أو غيره {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} أي: على أهل دينكم، وقال ابن عباس: "معناه إذا دخلت المسجد، فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" (¬4) {تَحِيَّةً} مصدر؛ أي: تحيون أنفسكم تحية.
{مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} وصفت بالبركة والطيب؛ لما فيها من
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 94)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 269).
(¬2) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 225).
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" (18/ 170)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: 190).
(¬4) رواه الطبري في "تفسيره" (18/ 174)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8/ 2650)، والحاكم في "المستدرك" (3514)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8863).

الصفحة 562