كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} لا اعتراض عليك.
{وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ} إن خرجوا بإذنك لخروجهم عنك.
{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} لفرطات العباد {رَحِيمٌ} بالتيسير عليهم.
...
{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}.

[63] {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} لا تدعوه باسمه كما يدعو بعضكم بعضًا: يا محمد، ولكن فخموه، وقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله، في لين وتواضع، وهذه الآية مخاطبة لجميع معاصري محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن عباس: "معناه: احذروا دعاء الرسول عليكم إذا أسخطتموه؛ فإن دعاءه موجب، ليس كدعاء غيره" (¬1).
{قَدْ يَعْلَمُ} أي: قد علم {اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ} يخرجون واحدًا بعد واحد {لِوَاذًا} يلوذ بعضهم ببعض يتستر به.
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ} أي: يميلون {عَنْ أَمْرِهِ} أي: عن أمر الله تعالى، أو أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - {أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} أي: محنة وبلاء.
{أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة.
...
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 230).

الصفحة 564