كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)}.

[120] {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} قرأ هشامٌ عن ابنِ عامرٍ: (إبراهام) بالألفِ في هذا الحرف والآتي (¬1).
{كَانَ} وَحْدَهُ {أُمَّةً} من الأممِ؛ لكمالِه في جميعِ صفاتِ الخير {قَانِتًا} مُطيعًا.
{لِلَّهِ حَنِيفًا} مائِلًا عن الباطلِ.
{وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كما زعموا؛ فإن قريشًا كانوا يزعمونَ أنهم (¬2) على مِلَّتِهِ.
...
{شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)}

[121] {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} رُوي أنه كانَ لا يأكلُ إلَّا مع ضيفٍ، فجاءه فوجٌ من الملائكةِ في زِيِّ البشر، فقدَّم لهم الطعامَ، فخيلوا إليه أنَّ بهم جُذامًا، فقالَ: الآنَ وجبتْ مؤاكَلَتُكُمْ شكرًا لله على أنْ عافاني وابتلاكم.
{اجْتَبَاهُ} اختارَهُ للنبوةِ {وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} دينِ الإسلام.
...
{وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)}.

[122] {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} هي التنويهُ بذكرِه حتى ليسَ من أهلِ
¬__________
(¬1) كما تقدم عنه. وانظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 272)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 221 - 222)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 299).
(¬2) "أنهم" ساقطة من "ت".

الصفحة 65