كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

العفوُ خيرٌ من الانتقام، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "بَلْ أَصْبِرُ"، وَأَمسكَ عما أرادَ، وكَفَّرَ عن يمينه (¬1).
...
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)}.

[127] ثم صَرَّحَ بالأمرِ بالصبرِ، فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} أي: بمعونتِهِ وتثبيتِهِ {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} إنْ لم يؤمنوا.
{وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} قرأ ابنُ كثيرٍ: (ضِيقٍ) بكسر الضادِ؛ أي: شِدَّة، وقرأ الباقون: بالفتحِ؛ أي: غَمٍّ (¬2).
...
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}.

[128] {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا} المعاصيَ.
{وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} في العملِ، والله أعلم.
...
¬__________
(¬1) انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3/ 13)، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي (3/ 183)، و"المعجم الكبير" للطبراني (2937)، و"المستدرك" للحاكم (4894)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: 161) وما بعدها، و"تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (2/ 250).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 376)، و"التيسير" للداني (ص: 139)، و"تفسير البغوي" (2/ 647)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 300 - 301).

الصفحة 68