كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

رُوي أن أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعَظْمٍ رَميمٍ وقال: يا محمدُ! أَتَرى اللهَ يُحيي هذا بعدَما قَدْ رَمَّ؟! فنزلَتْ (¬1).
...
{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)}.

[5] {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا} يعني: الإبلَ والبقرَ والغنمَ {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} ما استُدْفِئ به من الثيابِ والأخبيةِ المستعملةِ من أوبارِها.
{وَمَنَافِعُ} بالنسلِ والركوبِ والحملِ وغيرِها.
{وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} يعني: لُحومَها.
...
{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)}.

[6] {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} زينةٌ {حِينَ تُرِيحُونَ} أي: الإبلَ، تردُّونها إلى المُراح، بضمِّ الميم، وهو المبيتُ والمأوى أيضًا.
{وَحِينَ تَسْرَحُونَ} تُرْسِلونها غُدْوَةٌ إلى المراعي، وقَدَّمَ الإراحةَ على التسريح؛ لأنها في المراح أحسنُ خُلُقًا منها في المسرحِ، وأكثرُ لبنًا، وأعجبُ إلى صاحبِها.
...
¬__________
(¬1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 158).

الصفحة 8