كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)}.

[7] {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} أحمالَكم.
{إِلَى بَلَدٍ} هي مكةُ، أو جميعُ البلادِ.
{لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ} واصلينَ إليه لو لم تُخْلَقِ الإبلُ فَرَضًا.
{إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} بجهدِها. قرأ أبو جعفرٍ: (بِشَقِّ) بفتح الشينِ، والباقون: بكسرِها، وهما لغتان، مثلُ: رِطْلٍ ورَطْلٍ (¬1).
{إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} بخلقِه. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابنُ عامرٍ، وابنُ كثيرٍ، وحفصٌ عن عاصمٍ: (رَؤُوفٌ) بالإشباعِ على وزنِ فَعولٍ حيثُ وقعَ (¬2).
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)}.

[8] {وَالْخَيْلَ} أي: وخلقَ الخيلَ، وهي اسمُ جنس لا واحدَ لهُ من لفظِه؛ كالإبلِ، والنساءِ {وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} أي: وجعلَها زينةً لكم معَ المنافع التي فيها.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (2/ 605)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 302)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 277)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 270).
(¬2) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 269)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 277 - 278)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 270).

الصفحة 9