كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 4)

{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}.

[24] {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ} تَدلَّلْ لهما وتواضَعْ.
{مِنَ الرَّحْمَةِ} من أجلِ رحمتِكَ لهما.
{وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} وهذا كلُّه في الأبوينِ المؤمنينِ، وقد نهى القرآنُ عن الاستغفارِ للمشركينَ الأمواتِ، ولو كانوا أُولي قربى، قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "رِضَا اللهِ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُهُ في سَخَطِ الوالدِ" (¬1)، وقال: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلاَ عَاقٌّ وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ" (¬2).
...
{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)}.

[25] {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ} من برِّ الوالدينِ وعقوقِهما.
{إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ} أبرارًا مطيعينَ بعدَ تقصيرِكم في حقِّ الوالدينِ وغيرِه.
{فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ} الراجعينَ بالتوبةِ {غَفُورًا} ما فرط منكُمْ.
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (1899)، كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء من الفضل في رضا الوالدين، والبخاري في "الأدب المفرد" (2)، وابن حبان في "صحيحه" (429)، وغيرهم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-.
(¬2) رواه النسائي (5672)، كتاب: الأشربة، باب: الرواية في المدمنين في الخمر، والإمام أحمد في "المسند" (2/ 201)، وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-.

الصفحة 93