كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 4)
هو الحقيقة، ولا صارفَ عنها. وحديث أبي هريرة (¬١): "لأن يجلسَ أحدكم على جَمْرةٍ ... " إلخ كالنصِّ في ذلك.
وقد ذكر في الرسالة حديث مسلم (¬٢) عن جابر رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُجصَّص القبر وأن يُبنَى عليه وأن يُقعَد عليه". ويُوضح المراد منه أن لفظه عند الترمذي (¬٣): "أن تُجصَّص القبور وأن يُكتَب عليها وأن تُوطأ".
[وفي "المسند" (¬٤) عن عمرو بن حزم قال: رآني النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - متكئًا على قبر، فقال: "لا تؤذِ صاحبَ هذا القبر، أو لا تُؤذِه"].
وأما حديث البراء (¬٥) فالمراد: جلس عند القبر، إذ من المعلوم أن القبر المحفور لا يمكن أن يُجلَس عليه. ومثله حديث البخاري (¬٦) عن أنس قال: "شهدنا بنتَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تُدفَن ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس على القبر ... " الحديثَ، فالمراد قطعًا جالسٌ عند القبر كما مرَّ.
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (٩٧١).
(¬٢) رقم (٩٧٠).
(¬٣) رقم (١٠٥٢).
(¬٤) رقم (٢٤٠٠٩/ ٣٩).
(¬٥) أخرجه أبو داود (٣٢١٢) والنسائي (٤/ ٧٨) وابن ماجه (١٥٤٩)، ولفظه: "قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فوجدنا القبر لم يُلحَد، فجلس وجلسنا معه".
(¬٦) رقم (١٢٨٥، ١٣٤٢).
الصفحة 5
537