كتاب الأصل للشيباني ط قطر (اسم الجزء: 3)

وحدثنا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جرح العجماء جبار، والبئر (¬1) جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس" (¬2).
وحدثنا عن سليمان الأعمش عن أبي قيس عن هُزَيْل (¬3) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك.
وحدثنا عن سعد بن طَرِيف عن عُمَير (¬4) عن جده أنه وجد كنزاً في قرية خَرِبَة بخراسان، وذلك الكنز دنانير وجوهر وفضةٌ تِبْر، وأنه (¬5) أتى به علي بن أبي (¬6) طالب، فدعا علي - رضي الله عنه - رجلاً نصرانياً فقوّمه، وبعث الأمناء، فقال: إن كانت قريةً خَرِبَتْ على عهد فارس فهم (¬7) أحق به، وإن كانت عَادِيّه (¬8) خَرِبَت قبل ذلك فهو للذي (¬9) وجده. فوجدوها (¬10) قرية عَادِيّة
¬__________
= لجامه. وأما البئر والمعدن فجُبَار لأن سقوطه بعمل من يعالجه فيكون كالجاني على نفسه. وفيه دليل لنا على وجوب الخمس في المعدن، فقد أوجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخمس في الرِّكَاز، ثم فسر الرِّكَاز بالمعدن وهو الذهب المخلوق في الأرض حين خُلِقَت، فإن الكنز موضوع العباد، واسم الركاز يتناولهما، لأن الرَّكْز هو الإثبات، يقال: ركز رمحه في الأرض، وكل واحد منهما مُثْبَت في الأرض خِلقة أو وَضْعاً. انظر: المبسوط، 14/ 42 - 43.
(¬1) ز: والتبر.
(¬2) تقدم تخريجه قريباً.
(¬3) ف م ز: عن هذيل. والصحيح أنه هزيل بن شرحبيل، تابعي ثقة من أصحاب عبد الله بن مسعود. انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر، 11/ 30.
(¬4) ف م ز: عن عرير. والصحيح أنه عمير بن مأموم، فهو ممن روى عنه سعد بن طريف. ويروي عمير عن الحسن بن علي - رضي الله عنه -، لكن لم يذكروا له رواية عن جده. انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر، 3/ 410.
(¬5) ف - أنه.
(¬6) ز - أبي.
(¬7) ف م ز: فهو. والتصحيح من المبسوط، 14/ 43. والرواية الآتية تفسر هذه الرواية حيث يقول فيها: إن كنت وجدتها في قرية خربة يؤدي خراجها قوم فهم أحق بها منك. وانظر للشرح: المبسوط، الموضع السابق.
(¬8) عادية أي قديمة. انظر: المغرب، "عود".
(¬9) ف ز: الذي.
(¬10) ز: فوجودها.

الصفحة 37