كتاب الأصل للشيباني ط قطر (اسم الجزء: 3)

ثم وجدها رصاصاً أو سَتُّوقَة (¬1) فردها عليه فإن له أن يفارقه قبل أن يقبض الثمن، وهو جائز. ولو كانت الدراهم زُيوفاً (¬2) فردّها ففي قول أبي حنيفة إن لم يقبض الدنانير حتى افترقا لم يضره ذلك، لأن الدنانير صارت ديناً عليه؛ وفي قول أبي يوسف يستبدلها، ولا يفارقه حتى يستوفي (¬3).
حدثنا عن أبي إسحاق الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن حبيب (¬4) عن المسور بن مخرمة قال: وجدتُ في المغنم يوم القادسية طَسْتاً لا ندري أشَبَهٌ (¬5) هو أم ذهب. قال: فابتعتُها بألف درهم. قال: فأعطاني بها تجار الحِيرَة ألفي درهم. قال: فدعاني سعد فقال: لا تُلَبِّثْنِي (¬6) ورُدَّ الطَّسْت. قال: قلت له: لو كانت شَبَهاً (¬7) ما قَبِلْتَها (¬8) مني. قال: إني أخاف أن يسمع عمر أني بعتك طَسْتاً بألف درهم فأُعْطِيتَ بها ألفي درهم، فيرى أني (¬9) صانعتُك فيها. قال: فأخذها مني. فأتيتُ عمر فذكرتُ له ذلك. فرفع يديه ثم قال: الحمد لله الذي جعل رعيتي تخافني في آفاق الأرض، وما زاد على
¬__________
(¬1) تقدم تفسيرها غير مرة.
(¬2) تقدم تفسيرها غير مرة.
(¬3) وقد مرت مسألة نحوها في أوائل كتاب البيوع والسلم. انظر: 1/ 217 ظ. وبين السرخسي هنا أن قول محمد مع أبي يوسف، كما هو في أبواب السلم. انظر: المبسوط، 14/ 67.
(¬4) ف م: أبي حثمة (مهملة)؛ ز: أبي حيثمة. ولم نجد عبد الله بن أبي حثمة في كتب الرجال. والتصحيح مستفاد من ترجمة حبيب بن أبي ثابت وعبدالله بن حبيب. انظر: تهذيب الكمال للمزي، 5/ 358 - 359، 14/ 408 - 409.
(¬5) الشَّبَه بفتحتين: من المعادن ما يشبه الذهب في لونه، وهو أرفع الصُّفْر. انظر: المصباح المنير، "شبه".
(¬6) م: لا تلني. ولفظ الحاكم والسرخسي: لا تلمني. انظر: الكافي، 1/ 183 ظ؛ والمبسوط، 14/ 67. ولا تُلبّثني أي لا تؤخرني، من لَبِثَ أي مكث وانتظر. انظر: المصباح المنير، "لبث".
(¬7) ف: ما قبلها.
(¬8) ف: ما قبلها.
(¬9) ف م ز: أن. والتصحيح من ب؛ والكافي، الموضع السابق؛ والمبسوط، 14/ 67.

الصفحة 94