كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

الميم مع الثاء
قوله في ضرب المملوك: " امْتَثِلْ " (¬1) أي: اقتص، وقد جاء كذلك في رواية ابن الحذاء في حديث ابن أبي شيبة، وأصله من المثل، أي: افعل به مثل ما يفعل بك، وقد تكون من المثلة وهي العقوبة، أي: عاقبه.
قوله: " فَمَثَلَ قَائِمًا " (¬2) أي: انتصب، ومنه: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ النَّاسُ قِيَامًا " (¬3)، يقال (¬4): (مَثَل ومَثُل) (¬5)، والفتح أعرف، وقيل: ما يأتي فاعِل من فَعُل إلاَّ شاذًّا مثل فاره وحامض، وأما المستقبل فيمثُل.
قوله: " سَتَجِدُونَ في القَوْمِ مُثْلَةً " (¬6) كذا قيده الأصيلي، وقيده غيره " مَثُلَةً " وكلاهما صحيح، وهو التشويه بالخلق من قطع الأنوف والآذان، وجمعها مُثُلات ومُثُل (¬7)، وأما قوله: {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} [الرعد: 6] فهي العقوبات.
قوله: " وَلَا تُمَثِّلُوا " (¬8) بكسر الثاء مشددة، والمصدر: المثل.
¬__________
(¬1) مسلم (1658) عن معاوية بن سويد.
(¬2) مسلم (505/ 259) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬3) رواه أبو داود (5229)، والترمذي (2755)، وأحمد 4/ 91، 93، 100، والبخاري في "الأدب المفرد" (977)، والطبراني 19 (724، 819 - 822، 852) من حديث معاوية. وصححه الألباني في "الصحيحة" (357).
(¬4) من (د، ظ).
(¬5) في (ظ): (مثل: بضم وفتح).
(¬6) البخاري (3039) من حديث البراء بن عازب، وهو قول أبي سفيان يوم أُحد.
(¬7) بعدها في (د): (جمع مثلة).
(¬8) "الموطأ" 2/ 448 عن عمر بن عبد العزيز بلاغًا، ومسلم (3/ 1731) من حديث بريدة، وضبطت فيه: " تَمْثُلُوا ".

الصفحة 14