كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

الميم مع الدال
" لَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ " (¬1)، المدحة: الثناء والذِّكر الحسن، بكسر الميم، فإذا فتحت الميم قلت: المَدْحُ، ومعنى ذلك أنه يريدها، ويأمر بها، ويثيب عليها.
وقوله: " في المُدَّةِ التِي مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ " (¬2) أي: ضربها أجلًا لانقضاء أمد الصلح، ومثله: "إِنْ شَاؤوا مَادَدْتُهُمْ " (¬3).
وقوله: " مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ " (¬4) يعني: ثواب صدقةِ مُدٍّ، وهو رطل وثلث، سُمِّيَ مدًّا؛ لأنه ملء كَفَّي الإنسان إذا مَدَّهُمَا.
وقوله: " أَمُدُّ في الأُولَيَيْنِ " (¬5) أي: أُطَوِّلُ. و" رَجُلٌ مَدِيدٌ " (¬6): أي: طويل.
وقوله: " هُمْ أَصْلُ العَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلَامِ" (¬7) أي: الذين يمدونهم ويعينونهم ويكثرون جيوشهم إذا استنفروهم، ويمدونهم أيضًا: يأخذون من صدقاتهم، وكل ما أعنت به قومًا في حرب أو غيره فهو مادة لهم، يقال:
¬__________
(¬1) البخاري (4637) من حديث ابن مسعود.
(¬2) البخاري (7) من حديث أبي سفيان.
(¬3) في (س) (مادهم) وهو في البخاري (2731، 2732) من حديث المسور ومروان بن الحكم.
(¬4) البخاري (3673)، ومسلم (2541) من حديث أبي سعيد.
(¬5) البخاري (770)، ومسلم (453/ 159) من حديث جابر بن سمرة.
(¬6) رواه الطبراني 10/ 235 (10580) من حديث أُم الفضل بنت الحارث، وفيه: " وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا مَدِيدَ الْقَامَةِ ". تعني النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(¬7) البخاري (3700) من قول عمر بن الخطاب.

الصفحة 22