كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

يَمْلَصُ) (¬1) وامَّلَصَ إذا زلق، وقد جاء في رواية بعضهم: "في مِلَاصِ المَرْأَةِ" كأنه اسم لفعل الولد (¬2)، فحذفه وأقام المضاف إليه مقامه، أو اسم لتلك الولادة كالخداج.
وقوله: "وَأَمْلَقُوا" (¬3) يقال: أملق القوم إذا فنيت أزوادهم، وأصله كثرة الإنفاق حتى ينفد.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا" (¬4) (حتى) هاهنا على بابها من الغاية، وإلى هذا ذهب ابن سراج وأبوه، أي: لا يمل لثوابهم مللًا مقابلة لمللهم. وقيل: خرج الكلام مخرج قولهم: حتى يشيب الغراب، على نفي القصة لا على وجودها. أي: إن الله لا يمل ولا يليق به الملل إن مللتم أنتم، وهو من المقابلة بين الكلامين. أي: لا يترك ثوابكم حتى تملوا وتتركوا بمللكم عبادته. فسمي تركه لثوابهم مللاً، والملل إنما هو من صفات المخلوقين، وهو ترك الشيء استثقالًا وكراهية له بعد حرص عليه ومحبة فيه.
وقوله: "كَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ (¬5) " (¬6) أي: تسفهم الرماد الحار. وقيل: الجمر. وقيل: التراب المحمي.
¬__________
(¬1) ساقط من (س).
(¬2) ساقط من (س).
(¬3) البخاري (2484) من حديث سلمة بن الأكوع.
(¬4) "الموطأ" 1/ 118 عن إسماعيل بن أبي حكيم بلاغا، والبخاري (43)، ومسلم (782) من حديث عائشة.
(¬5) في (س): (الملل)، وهو خطأ.
(¬6) مسلم (2558) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 42