كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

وَقول أبي سفيان: "لَوْلَا أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كذِبًا" (¬1) أي: عني، أي: يُحَدِّثوا عني به (¬2) كما قال (¬3):
إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو نُمَيْرٍ (¬4)
وقال آخر:
إِذَا مَا (¬5) أمْرُؤٌ وَلَّى عَلَيَّ بِوُدِّهِ (¬6)
وقوله - صلى الله عليه وسلم - لزيد في خطبة زينب: "اذْكُرْهَا عَلَيَّ" (¬7) أي: أذكرها لنفسها (¬8) بالخطبة علي، أو لي، أو عني، فـ (عَلَيَّ) بمعنى أحد هذين اللفظين، وقد تجيء (على) بمعنى اللام كما قال:
دَعَتْهُ أَشْهُرًا وَخَلَا عَليْهَا (¬9)
أي: لها.
¬__________
(¬1) البخاري (7) من حديث ابن عباس بلفظ: "لَوْلَا الحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا".
(¬2) من (أ، م).
(¬3) في (س، د): (قالت).
(¬4) في "المشارق" 2/ 85: (إذا رضيت علي بنو تميم)، ولم أجده كما ذكراه، إنما هو صدر بيت لجرير يهجو فيه الراعي النميري والبيت بتمامه:
إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا
انظر "ديوانه" ص 64، و"طبقات فحول الشعراء" لمحمد بن سلام الجمحي 2/ 379، 412، 437، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني 8/ 6، 11، 21، 41. وفي "تاريخ الإِسلام" 7/ 78: (إذا غضبت عليّ ..) البيت.
(¬5) ليست في النسخ، والمثبت من "المشارق" 2/ 85.
(¬6) هو صدر بيت، وهو بتمامه:
إِذَا مَا امْرُؤ وَلَّى عَلَيَّ بِوُءِّ ... وَأَدْبَرَ لَمْ يَصْدُرْ بِإِدْبَارِهِ وُدِّي
ذكره ابن قتيبة في "أدب الكاتب" ص 397 دون نسبة.
(¬7) مسلم (1428) من حديث أنس.
(¬8) في (س): (لنفسه).
(¬9) هو صدر بيت للراعي النميري، وفيه: (رعته) بدل (دعته)، وهو بتمامه:

الصفحة 443