كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

"الْعِلَاق"، وكذلك اختلف في: "أَعْلَقْتُ عليهِ" و"عنه" (¬1) في كتاب البخاري، وكلاهما سواء، يقال: (عَلَى) بمعنى: (عن). ومنه في حديث سعد (¬2): "كَذَا وَكَذَا (¬3) صَدَقَةٌ عَلَيْهَا" (¬4) يعني: على أمه وقد كانت ماتت، وكذا عند القعنبي، وعند غيره: "صَدَقَةٌ عَنْهَا" (¬5) ومثله: "كَانَ يَضْرِبُ النَّاسَ عَنْ تِلْكَ الصَّلَاةِ" (¬6) كذا ليحيى ومن وافقه، ولابن بكير: "عَلى" وكذا لابن حمدين والباجي في "موطأ يحيى بن يحيى"، وأما: "أَعْلَقْتُ" و"عَلَّقْتُ" فقد جاءت بهما الروايات الصحيحة وأهل اللغة إنما يذكرون: أَعْلَقْتُ والإعْلاق رباعيًّا، ويقولون: إنه الصواب، ومعناه: غمز العذرة باليد، وهي اللهاة وقد فسرناه، وهو الدغر، وقد فسرناه.
وفي كتاب مسلم من رواية يونس بن يزيد: "أَعْلَقَتْ: غَمَزَتْ" (¬7).
وفي حديث إسلام أبي ذر - رضي الله عنه -: "حَتَّى إِذَا كَانَ اليَوْمَ الثَّالِثَ فَعَلَ عَلِيٌّ مِثْلَ ذَلِكَ (¬8) فَأَقَامَهُ مَعَهُ" كذا لابن السكن، ولغيره: "قَعَدَ عَلِيٌّ مِثْلَ ذَلِكَ" (¬9) وله وجه، وفي مُسْلِبم: "فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَامَهُ عَلِيٌّ" (¬10) وهذا أبين وأظهر مع
¬__________
(¬1) البخاري (5713).
(¬2) في (س): (حرملة سعد).
(¬3) ساقطة من (س).
(¬4) البخاري (2756) من حديث ابن عباس بلفظ: "حَائِطِي الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا".
(¬5) "الموطأ" 2/ 760 من حديث سعيد بن سعد بن عبادة.
(¬6) "الموطأ" برواية يحيى 1/ 221 من حديث ابن عمر بلفظ:"وَكَانَ يَضْرِبُ النَّاس عَلَى تِلْكَ الصَّلَاة".
(¬7) مسلم (87/ 287).
(¬8) ساقطة من (س).
(¬9) البخاري (3861) من حديث ابن عباس بلفظ: "حَتَّى إِذا كَانَ يَوْمَ الثَّالِثِ، فَعَادَ عَلِيٌّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقَامَ مَعَهُ". وانظر اليونينية 5/ 47.
(¬10) مسلم (2474).

الصفحة 447