كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

العين مع الميم
قوله: "أَعْمَدُ مِنْ رَجُلٍ قتَلَهُ قَوْمُهُ" (¬1) (قيل: معناه: أعجب. وقيل: هل زاد الأمر على عميد قوم قتله قومه) (¬2) أي: ليس هذا بعار، وعميد القوم: سيدهم، وهو مثل قوله في الحديث الآخر: "فَوْقَ رَجُلٍ غَلَبَهُ قَوْمُهُ" (¬3) وقد تقدم هذا.
قوله في البيت: "عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ" (¬4) وهي الخشب التي تُرفع بها البيوت، واحدها: عماد وعمود، وتجمع على عُمُد وعَمَد، ومن ذلك قولها: "رَفِيعُ العِمَادِ" (¬5) لأن بيوت السادة عالية الأسمكة متسعة الأرجاء، وكذلك بيوت الكرماء، وقد يكنى بالعماد عن البيت نفسه، أي: أنه رفيعه على ما تقدم، أو رفيع موضعه ليقصده الأضياف. وقيل: المراد به حسبه وشرف نسبه.
قوله في الجالب (¬6): "عَلَى عَمُودِ كَبِدِهِ" (¬7) يعني: على تعب ومشقة.
وَقال غيره: يريد على ظهره، ويروى: "عَلَى عَمُودِ بَطْنِه" لأن الظهر يمسك البطن ويقويه فهو كالعمود له.
¬__________
(¬1) البخاري (3961) من حديث ابن مسعود بلفظ: "هَلْ أَعْمَدُ مِنْ رَجُلٍ قتَلْتُمُوهُ؟! ".
(¬2) من (أ، م).
(¬3) البخاري (3963) بلفظ: "فَوْقَ رَجُلٍ قتَلَهُ قَوْمُهُ".
(¬4) "الموطأ" 1/ 398، والبخاري (505، 4400)، ومسلم (1329) من حديث ابن عمر.
(¬5) مسلم (2448) من حديث عائشة.
(¬6) في (س): (الحالف).
(¬7) "الموطأ" 2/ 651 من قول عمر.

الصفحة 453