الميم مع السين
" الْمَسِيحُ" (¬1) لم يختلف في ضبطه كما هو في القرآن؛ وإنما اختلف في معناه، فقيل: لمسحه الأرض، فَعِيل بمعنى فَاعِل، وقيل: لأنه كان إذا مسح ذا عاهة برأ (من دائه) (¬2). وقيل: لأنه كان ممسوح القدم لا أخمص له. وقيل: لأن الله تعالى مسحه، أي: خلقه خلقًا حسنًا، والمسحة: الجمال والحسن.
وقيل: لأن زكريا مسحه عند ولادته. وقيل: لأنه خرج ممسوحًا بالدهن. وقيل: المسيح بمعنى: الصديق، كان بالشين المعجمة فعُرِّب كما عُرِّب موسى عليهما الصلاة والسلام. وقيل: كان أصله: مشيحًا.
وأما الدجال (خزاه الله) (¬3) فهو (¬4) مثله في اللفظ عند عامة أهل المعرفة والرواية, ووقع عند شيخنا أبي إسحاق (¬5) بكسر الميم وشد السين، وحكاه لنا القاضي ابن الحاج (¬6) عن أبي مروان ابن سراج، قال: من كسر الميم شد السين كـ (شِرِّيب). وأنكره الهروي وجعله تصحيفًا، ووجدته بخط الأصيلي بكسر الميم وتخفيف السين، كذا في كتاب الأنبياء عليهم السلام.
قال بعضهم) (¬7): كُسِرَت الميم (¬8) للتفرقة بينه وبين عيسى عليه السلام. وقال الحربي: بعضهم يكسرها في الدجال ويفتحها في عيسى عليه السلام وكل سواء.
وقال أبو الهيثم: المسيح بالحاء المهملة ضد المسيخ بالخاء المعجمة،
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 920، والبخاري (3440)، ومسلم (169) من حديث ابن عمر.
(¬2) ساقطة من (س، د).
(¬3) من (د).
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) في (د، س): (القاسم).
(¬6) في (د): (الحجاج).
(¬7) ساقطة من (س).
(¬8) في (د): (السين)، وبهامشها: لعله الميم.