كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

مسحه الله إذ خلقه خلقًا حسنًا، ومسخ الدجال إذ خلقه خلقًا ملعونًا. وقال الأمير ابن ماكولا: رده عليَّ شيخي الصوري بخاء معجمة (¬1). وقال أبو بكر الصوفي: أهل الحديث وبعض أهل اللغة يفرقون بينهما، فيكسرون الميم ويشدون السين. قال أبو عبيد: المسيح الممسوح العين (وبه سمي الدجال) (¬2). وقال غيره: لمسحه الأرض، فهو بمعنى فاعل. وقيل: المسيح: الأعور، وبه سمي. وقيل أصله: مشيحا فعُرِّب، وعلى هذا اللفظ ينطق العبرانيون به الآن (¬3). وقيل: التمسح والممسح: الكذاب، قاله ثعلب، ولعله بهذا سمي، ومنه: التمسح والتمساح: المارد الخبيث، فلعله فعيل من هذا.
وقوله: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33]، قيل: ضرب أعناقها وعرقبها (¬4)، يقال: مسحه بالسيف، أي: ضربه، والمسح: الضرب والقطع. وقيل: مسحها بالماء بيده.
وقوله في حديث الخضر عليه السلام: "فَمَسَحَ الجِدَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَقَامَ" (¬5) الظاهر أنه أقامه بمسح يده عليه. وقيل: كما يقيم القلَّال الطينَ بمسحه.
وقوله في باب قول المريض: (إنِّي وَجِعٌ) (¬6): "دَخَلْتُ عَلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) "الإكمال" 7/ 246، ولفظه فيه: والمسيح: الدجال لعنه الله، ويقال فيه بالخاء المعجمة سمعته من الصوري.
(¬2) في (س): (سمي بالدجال).
(¬3) ساقطة من (س، ش).
(¬4) في (س، ش): (وعرقها).
(¬5) البخاري (2267) من حديث أبي بن كعب.
(¬6) ساقطة من (س).

الصفحة 59