كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

قوله: "وَمَاءِ البَارِدِ" (¬1) على الإضافة كمسجد الجامع وحق اليقين، ومعناه: الخالص أو المستراح به، أو المستلذ به، لا كراهية فيه ولا مضرة.
قوله: "لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ (¬2) وَلَا نَشْرَبُ " (¬3) كذا ضبطه الأصيلي، وعند غيره: "مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ".
ومثله: " وَرَأى النَّاسُ مَاءً في المِيضَأَةِ" (¬4) ممدود عند القاضي أبي علي، ولكافتهم: "مَا في المِيضَأَةِ" والأول أشبه.
وقوله: "يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ" (¬5) قيل: هي إشارة إلى طهارة نسبهم وخلوصه (¬6)، وعلى هذا يريد جميع العرب، وقيل: أراد إنتجاعهم الغيوث وعيشهم من الكلأ، والأولى عندي أنه أراد الأنصار؛ لأنهم بنو عمرو بن عامر ماء السماء.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَنَا بِقَارِئٍ" (¬7) أي: لست بقارئ؛ لأنه أمي لا يقرأ الكتب ولا يكتب. وقيل: " مَا " استفهامية، والأول أصوب؛ لأن الباء تمنع من كونها استفهامًا.
وفي حديث الخضر عليه السلام: "مَجِيءُ مَا جَاءَ بِكَ "غير منون عن أبي بحر،
¬__________
(¬1) مسلم (476/ 204)، وفيه: "وَالْمَاءِ البَارِدِ".
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) جاءت في حديثين عند البخاري، أحدهما من حديث جابر (3576)، وليس فيه: (به) كما وقع في (س) و"المشارق" 1/ 371. والثاني من حديث البراء (4151)، وفيه: (به) كلاهما (د).
(¬4) مسلم (681).
(¬5) البخاري (3358، 5084)، مسلم (2371) عن أبي هريرة.
(¬6) ساقط من (س).
(¬7) البخاري (3)، مسلم (160) من حديث عائشة.

الصفحة 6