قوله: "فَبَعَثُوا الرّكَابَ وَامْتَهَنُوا" (¬1) أي: خدموا لأصحابهم.
و"الأَمْهَق" (¬2): الأبيض الذي لا يشوب بياضه حمرة (ولا صفرة) (¬3) ولا سمرة ولا إشراق كبياض المريض. وقال الخليل: المهق بياض في زرقة (¬4). وقد وقع في البخاري في بعض الروايات للمروزي: "أَزْهَرَ اللَّوْنِ أَمْهَقَ"، وهو وهم؛ لأن الأزهر غير الأمهق، ورأيت في نسخة لابن السكن "أَزْهَرَ اللَّوْنِ أَمْعَنَ" (¬5) بالعين مهملة، ولم أروه ولكني (¬6) رأيته، وجاء في بعض الروايات: "لَيْسَ بِالأَبْيَضِ وَلَا بِالآدَمِ (¬7) " وهو غلط أيضًا، وصوابه: "لَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ" (¬8)، كما عند الجُرجاني.
وقوله: "مَهْيَمْ؟ " (¬9) وهي كلمة يمانية معناها: ما هذا؟ أو ما شأنك؟.
وجاء للقابسي وبعض نسخ النسفي وأبي ذر في هذا الحرف في حديث سارة: "مَهْيَا" (¬10) والأول هو المعروف، ولابن السكن والنسفي أيضًا:
¬__________
(¬1) البخاري (2890) من حديث أنس.
(¬2) "الموطأ" 2/ 919، والبخاري (3547)، ومسلم (2347) من حديث أنس.
(¬3) ساقطة من (س).
(¬4) "العين" 2/ 372.
(¬5) في (س): (أمعر).
(¬6) في (س): (ولكن).
(¬7) في (د): (بآدام). وفي البخاري (5900): لَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلَيْسَ بِالآدَمِ. وفي "الموطأ" 2/ 919، ومسلم (2347): لَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ وَلَا بِالآدَمِ.
(¬8) انظر السابق.
(¬9) البخاري (2049) من حديث أنس في قصة زواج عبد الرحمن بن عوف، والظاهر أن المصنف يعني حديث أبي هريرة في قصة إبراهيم عليه السلام وزوجه الآتي تخريجه؛ إذ رواية أبي ذر والكشميهني فيه (مهيم) انظر اليونينية 4/ 141.
(¬10) البخاري (3358) من حديث أبي هريرة.