كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

ومعناه مجيء شأن جاء بك، و"مَا " ها هنا اسم، وكان عند عامة شيوخنا: "مَجِيءٌ مَا" (¬1) أي: مجيء أمر عظيم جاء بك، على جهة الاستعظام والتهويل، و"مَا" هاهنا زائدة، وقيل: صفة، كما قيل:
لَأَمْرٍ مَا تُدُرِّعَتِ الدُّرُوعُ (¬2).
قوله: "لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ [مَا هِوَ] " ثلاث مرات (¬3)، "مَا" هاهنا صلة، أي: من قبل المشرق هو.
وقولهن: "مَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا بهذِه الرَّضَاعَةِ أَحَدٌ" (¬4)، "مَا" هاهنا نافية (¬5).
قوله في الذي يهم في صلاته: "لَنْ يَذْهَبَ عَنْكَ حَتَّى تَنْصَرِفَ وَأَنْتَ تَقُولُ: مَا أَتْمَمْتُ صَلَاتِي" كذا في جميع الأصول في "الموطأ" (¬6). قال الوَقَّشِي: أظنه: "قَدْ أَتْمَمْتُ صَلَاتِي". قال القاضي أبو الفضل: والرواية
¬__________
(¬1) مسلم (2380/ 172). من حديث أُبي بن كعب.
(¬2) هو عجز بيت لابن الرومي، صدره:
يَقُولُ الْقَائِلُونَ إِذَا رَأَوْهُ
انظر: "سمط اللآلي شرح أمالي القالي" 1/ 604، و"ديوان ابن الرومي" 2/ 344، وفيهما: (تُغُولِيَتِ) بدل: (تُدُرِّعَتِ)
(¬3) في (د): "لَا بَلْ مَا مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ"، وفي (س): "لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ". وما بين المعكوفتين من "المشارق" 1/ 371. ولفظ الحديث في مسلم (2942): "لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ. مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ. مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ مَا هُوَ ".
(¬4) مسلم (1454) من حديث عائشة.
(¬5) في نسخنا الخطية: (كنافية)، والمثبت من "المشارق" 1/ 371، ولا أدري ما قيمة كاف التشبيه هنا!
(¬6) "الموطأدا 1/ 100 عن القاسم بن محمَّد.

الصفحة 7