كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

متعطفات، أو مميلات لقلوب الرجال بتبخترهن وما يبدين من زينتهن. وقيل: يمتشطن المِيلاء، وهو مُشْط البغايا يمكن فيها العقائص، ومميلات بمشطهن (¬1) لغيرهن. وقيل: يجوز أن يكون اللفظان بمعنى التأكيد والمبالغة كما قالوا: جادٌّ مُجِدٌّ (¬2). وقيل: مائلات للرجال، مميلات لهم إليهن.
قوله: "عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (¬3) هي الخوان إذا كان عليها طعام، وقال أبو حاتم: هو اسم الطعام نفسه. وقال ابن قتيبة: وقد اختلف في المائدة المنزلة على هذا.
قوله: "مَا أكلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَائِدَةٍ قَطُّ" (¬4) يدل على أن المائدة التي أكل عليها الضب عني بها السُّفْرَة وغيرها مما يصان به الطعام عن الأرض، واشتقاق المائدة من: مادَتهم أو من مَادَ يَمِيدُ.
قوله: "وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا" (¬5) أي: طعامنا، والميرة أيضًا: ما يمتاره البدوي (من الحاضرة) (2)، ومنه: "وَمِيرِي أَهْلَكِ".
وقوله: "دُلُوكُ الشَّمْسِ مَيْلُهَا" (¬6) عن الاستواء للزوال ساكنة الياء للمصدر، وبالفتح الاسم، وبالسكون رويناه، وقد قالوا فيما ليس بجسم بالإسكان، وفيما هو جسم بالفتح، ومنه: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ} [النساء: 129].
¬__________
(¬1) في (س، م): (يمشطها).
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) البخاري (2575)، ومسلم (1947) من حديث ابن عباس.
(¬4) رواه النسائي في "الكبرى" 4/ 149 (6634) من حديث أنس، وأصله في البخاري (5415) بلفظ: "مَا أكَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خِوَانٍ، وَلَا في سُكْرُجَةٍ".
(¬5) البخاري (5189)، ومسلم (2448) من حديث عائشة.
(¬6) "الموطأ" 1/ 11 عن ابن عمر.

الصفحة 75