كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 4)

"الْمِصِيصَةُ" (¬1) بكسر الميم، وتخفيف الصاد، وشدها بعضهم.
"الْمَقَامُ" (¬2) هو في المسجد الحرام، وهو الحجر الذي قام عليه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - حين رفع بناء البيت. وقيل: هو الحجر الذي وقف عليه حين غسلت زوج إسماعيل عليه السلام رأسه. وقيل: بل كان راكبًا فوضعت له حجرًا من ناحية اليمن، فوقف عليه حتى غسلت شق رأسه الأيمن، ثم صرفته له إلى الشق الآخر، /322/ فوقف عليه حتى غسلت شق رأسه الأيسر، فرسخت قدماه فيه في حال وقوفه عليه. وقيل: هو الحجر الذي قام عليه حين أذَّن في الناس بالحج، فتطاول له (¬3) الحجر وعلا على الجبال حتى أشرف على ما تحته، فلما فرغ وضعه قبله، وجاء في بعض الآثار أنه كان ياقوتة من الجنة (¬4).
والمقام في اللغة موضع قدم القائم بفتح الميم، وقد قيل في قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] هو هذا. وقيل: بل هو مناسك الحج كلها. وقيل: عرفة. وقيل: مزدلفة. وقيل: الحرم كله.
¬__________
(¬1) البخاري (3553) من قول الحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ أَبِي عَلِيٍّ شيخ البخاري.
(¬2) وردت هذِه اللفظة في أحاديث كثيرة منها ما في: "الموطأ" 1/ 367 عن عروة بن الزبير، والبخاري (395)، ومسلم (1234) من حديث ابن عمر.
(¬3) ساقط من (س).
(¬4) رواه ابن خزيمة 4/ 220 (2734) من حديث ابن عباس مرفوعاً: "الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد، يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا". وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (2770). وفي الترمذي (877) عنه مرفوعاً وقال حسن صحيح: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم". وفي النسائي 5/ 226: "الحجر الأسود من الجنة". وانظر "الصحيحة" (2618).

الصفحة 87