كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي - الرشد (اسم الجزء: 4)
6692 - وبإسناده (1)؛ قال: حَدَّثني مولاي أنس، قال: كنتُ يومًا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من بَعدمَا تفرقوا أصحابه، فأقبل عَلَي فقال لي: يا أبا حمزة، فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: قم بنا ندخل إلى سوق المدينة فنربح ويربح منا، فقام وقمت معه، حتى صرنا إلى السوق، فإذا نحن أول السوق برجل جزار شيخ كبير قائما على بيعه، يعالج من وراء ضعف، فوقعت له في قلب النبي صَلى الله عَليه وسلم رقة، فهم أن يقصده ويسلم عليه ويدعو له، إذ هبط عليه جبريل، فقال له: يا مُحمد، إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: لا تسلم على الجزاز، فاغتم من ذلك النبي صَلى الله عَليه وسلم، لا يدري أي سريرة بينه وبين الله إذ منعه عنه، فانصرف وانصرفت معه، ولم يدخل السوق فكره في الجزار، وبقي باقي يومه وليله.
فلما كان من غد، تفرقوا أصحابه (2)، فقال لي: يا أبا حمزة، قم بنا نذهب إلى السوق فننظر أيش حدث في ذي الليلة علي الجزار، فقام وقمت معه، حتى جئنا إلى السوق فإذا نحن بالجزار قائما على بيعه كما رأيناه أمس، فهم النبي صَلى الله عَليه وسلم أن يقصده ويسأله، أي سريرة بينه وبين الله إذ منعه عنه، فهبط عليه جبريل، فقال له: يا مُحمد الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: سلم على الجزار، فقال له: حبيبي جبريل، أمس منعني عنه ربي واليوم أمرني به؟ قال: نَعم يا مُحمد، إن الجزار في هذه الليلة وعكته الحمى وعكا شديدا فسأل ربه، وتضرع إليه، فقبله على ما كان منه، فاقصده يا مُحمد، وسلم عليه وبشره، فإن الله قد قبله على ما كان منه، فقصده فسلم عليه وبشره وانصرف وانصرفت معه.
_حاشية__________
(1) يعني بهذا الإسناد: حدثنا مُحمد بن أحمد بن حبيب القفاص بالبصرة، حَدَّثنا دينار بن عَبد الله مولى أنس، قال: حَدَّثني مولاي أنس.
(2) كذا في طبعة الرشد: «تفرقوا أصحابه»، وفي طبعة دار الكتب العلمية 4/ 8: «تفرق أصحابه».