كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 4)

"مقالةٌ له في الحَيَوان"، "مقالةٌ في البُزُورِ (¬1) والزُّروع"، "مقالةٌ في جوهرِ الفَلَك"، "مقالةٌ في المحرِّك الأوّل"، "مقالةٌ في حركة الجِرْم السَّماوي"، "مقالةٌ أخرى فيها"، "تعاليقُ على أوّل كتابِ أبي نَصْر"، "أخرى على أوّل بُرهانِ (¬2) أبي نَصْر"، "مقالةٌ في المسائل البُرهانية"، "تعاليقُ على كتاب النفْس"، "مقالةٌ في نَوْبةِ الحُمّى الثابتةِ بأدوار"، إلى غيرِ ذلك من التعاليق والمسائلِ المبثوثة.
وكان حَسنَ الخُلُق جميلَ المُداراة فصيحَ العبارة وَجَّادًا للكلام في المجالس السُّلطانية والمحافلِ الجُمهوريّة. قال أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان: سَمِعتُ كلامَه بالمسجدِ الجامع من قُرطُبة وهو يَحُضُّ الناسَ على الجهاد والغَزْو في سبيل الله ويورِدُ ما جاء في فَضْلِه من كتابِ الله تعالى وسُنّة رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، بلسانٍ طَلْق وإيرادٍ مُستحسَن؛ قال: وخرَجْنا معَه يومَ ورود الخبرَ بهزيمة الرُّوم على حِصن الأركةِ صُحبَة عَلَاماتِ (¬3) الطاغية أذفونش، فلمّا اجتمَعْنا معَ الواصِلينَ به وشاهَدْنا عندَهم عَلَاماتِ العُداةِ منكوسة سجَدَ القاضي شكرًا، وسجَدَ جميعُنا عندَ سجودِه شكرًا لله تعالى؛ وحدَّثنا الحديثَ الذي أورَدَه أبو داودَ في "مصنَّفِه" بسندِه: أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جاءه أمرُ سرورٍ أو بُشِّر به خَرَّ ساجدًا شاكرًا لله تعالى، يَرويه القاضي أبو الوليد عن أبيه، عن أبي عليّ الغسانيِّ، عن أبي عُمرَ بن عبد البَرّ، عن أبي محمد عبد المُؤمن، عن أبي بكرٍ ابن داسُه، عن أبي داود. وكانت وَقيعةُ الأركةِ المذكورةُ ظُهر يوم الأربعاء لتسع خَلَوْنَ من شعبانِ أحد وتسعينَ وخمس مئة.
وكان على تمكُّنِ حُظوتِه عند الملوك وعِظَم مكانتِه لديهم لم يُنفِّقْ جاهَه قَطُّ في شيءٍ يخُصُّه ولا في استجرارِ منفعةٍ لنفسِه، إنّما كان يَقصُرُه على مصالح بلدِه خاصّة ومنافع سائرِ بلاد الأندَلُس عامّة.
¬__________
(¬1) في م: "البروز".
(¬2) في م: "فرسان".
(¬3) علامات: جمع علم، وهو جمع مستعمل في العامية المغربية.

الصفحة 25