كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 4)

وله فيه [مخلع البسيط]:
خليفةُ الله أنت حقّا ... فارْقَ من السَّعْدِ خيرَ مَرْقى
حَميتُم الدِّينَ من عِداهُ ... وكلِّ مَنْ رامَ فيه فَتْقا
أَطلعَكَ اللهُ سِرَّ قومٍ ... شَقُّوا العصا بالنِّفاقِ شَقَّا
تفَلْسَفُوا وادَّعَوْا علومًا ... صاحبُها في المَعادِ يَشْقَى
واحتَقَروا الشَّرعَ وازدرَوْهُ ... سَفاهةً منهمُ وحُمقا
أوسعتَهمْ لعنةً وخِزيًا ... وقلتَ: بُعدًا لهمْ وسُحقا
فابْقَ لدينِ الإلهِ كَهْفًا ... فإنهُ ما بقِيتَ يبقَى
وله [البسيط]:
خليفةَ الله دُمْ للدينِ تَحْرُسُهُ ... منَ العِدى وتقيهِ شرَّ [كلِّ] فئهْ
فاللهُ يجعَلُ عَدْلًا من خلائفِهِ ... مُطَهّرًا دينَهُ في رأسِ كلِّ مئهْ
وله [الطويل]:
بلغتَ أميرَ المؤمنينَ مدى المُنى ... لأنكَ قد بلَّغتَنا ما نُؤَمّلُ
قصَدتَ إلى الإسلام تُعلي منارَهُ ... ومقصِدُكَ الأسنَى لدى الله يُقْبَلُ
تدارَكْتَ دينَ الله في أخْذِ فِرقةٍ ... بمنطِقِهمْ كان البلاءُ الموكَّلُ
أثاروا على الدّينِ الحنيفيِّ فتنةً ... لها نارُ غَيٍّ في العقائدِ تُشعَلُ
أقمَتُهمُ للناس يُبرَأُ منهمُ ... ووَجْهُ الهُدى من خِزْيِهمْ يَتهلَّلُ
وأوعَزْتَ في الأقطارِ بالبحثِ عنهمُ ... وعن كُتْبِهمْ، والسَّعيُ في ذاك أجملُ
وقد كان للسّيفِ اشتياقٌ إليهمُ ... ولكنْ مقامُ الخِزي للنفْسِ أقتلُ
وآثرْتَ دَرْءَ الحدِّ عنهمْ بشُبْهةٍ ... لظاهرِ إسلام، وحُكمُكَ أَعدلُ

الصفحة 32