كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 4)

ذُكِر في رَسْم أبي العبّاس (¬1). وكان محدِّثًا راوِيةً عَدْلًا ديِّنًا فاضلًا جميلَ العِشرة بَرًا بإخوانه كريمَ العهد وَفِيًّا.
واستُشهد، نفَعَه اللهُ، والمسلمونَ على شَرْبَطْرةَ سنةَ ثمانٍ وست مئة، وسِيق إلى إشبِيليَةَ فدُفن برَوْضة سَلَفِه منها بمقرُبة من مسجد السيِّدة، داخَلَ إشبِيليَةَ، رَجَعَها الله.

58 - محمدُ (¬2) بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن عبد الملِك بن سَعِيد بن يوسُفَ الأنصاريّ، أبو عبد الله بن مَشَلْيُون، بميم وشينٍ معجَم مفتوحَيْن ولام ساكِن وياءٍ مسفولة وواوِ مَدّ ونون، بَلَنْسِيٌّ شِلْبِيُّ الأصل.
وكان سَلَفُه بشِلْبَ يُعرَفونَ فيها ببني الحَبِيب، وكانوا من رُؤسائها وأعيانِها، ثم نُقلوا عنها إلى شُبُربَ في الدّولة العامِرية، فاستَوطَنوها، فكانوا أيضًا من أعيانِها، ولقِّب بعضُهم فيها بمَشَلْيُون فسَرَى في عَقِبِه.
رَوى عن أبي بكر بن نُمَارةَ وطبقتِه، وجالَسَه أبو عبد الله ابنُ الأبّار كثيرًا واستجازَه لنفسِه فأجاز له؛ وكان فقيهًا حافظًا مُعمَّرًا.
مَولدُه ليلةَ الأحد لِثنتَيْ عشْرةَ ليلةً خَلَت من رجَبِ اثنين وأربعينَ وخمس مئة، وتوفِّي ببَلَنْسِيَّة لتسعٍ بقِينَ من ربيع الأوّل سنة ثِنتين وثلاثينَ وست مئة.

59 - محمدُ بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن طاهِر القَيْسيُّ، إشبِيليٌّ، أبو بكر.
¬__________
(¬1) حاشية بهامش ب: "سمع بمكة شرفها الله تعالى من جوبكار وزاهر بن رستم ويونس الهاشمي، روى عنه ابن مسدي، ومولده على رأس الستين وخمس مئة".
(¬2) ترجمه المنذري في التكملة 3/الترجمة 2505، والرعيني في برنامجه (97)، وابن الأبار في التكملة (1668)، والذهبي في المستملح (291)، وتاريخ الإسلام 14/ 54، ومعرفة القراء 2/ 639، والعبر 3/ 210، والصفدي في الوافي 4/ 261، واليافعي في مرآة الجنان 4/ 75، وابن الجزري في غاية النهاية 2/ 219، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 254، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 201، وطبقات المفسرين 3/ 90، وابن العماد في الشذرات 5/ 145.

الصفحة 35