كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 4)

ومنه، ونقَلتُه أيضًا من خطِّه مُذَيِّلًا ثلاثةَ (¬1) أبيات تُنسَبُ إلى أبي زكريّا بن إسحاقَ بن محمد بن عليّ المَسُوفيِّ، ابنِ غانِيَةَ (¬2) [الطويل]:
أظُلمًا ورُمحي ناصِري وحُسَامي ... وضَيْمًا وعَزْمي قائدي وزِمَامي
ولي بأسُ بطّاشِ الذِّراعَيْنِ ضَيْغَمٍ ... يُناضلُ عن أشبالِهِ ويُحامي
ألا غَنِّياني بالصَّهيلِ فإنهُ ... سَماعي ورَقْرَاقُ الدماءِ مُدامي
وحُطّا على الرَّمضاءِ رَحْلي فإنّها ... بِسَاطي وخَفّاقُ البنودِ خِيَامي
فزاد عليها [الطويل]:
وصُونا جِيادي إنَّهنَّ مَنابِري ... وسَيْفي لساني والمِرَاسُ كلامي
تُطاوِعُني الأملاكُ وهْيَ أعِزَّةٌ ... وتَلهَجُ شوفًا أنْ يُلِمَّ سَلامي
وإنْ قَصَّر الِهنْديْ أطَلْتُ غِرارَهُ ... برأيٍ بعيدِ البَتْرِ وهْيَ دَوامي
أخُوضُ غِمارَ المَهْمَهِ القَفْرِ كالدُّجَى ... بِصارمِ عَزْمٍ لا يُضيعُ ذِمَامي
وأُنْضي رِكابي إنْ تَضَوَّرَ خائفٌ ... فأُشبِعُه من لَذّةٍ ومَنامِ
وأبذُلُ مالي والحياةَ لطالبٍ ... وأمنَعُ عِرضي أنْ يُنالَ بِذامِ
وأُرعِدُ كي لا يَجْهلَ الظُّلمُ سَطْوتي ... وأَخفِضُ عن عَتْبِ الوليِّ مَلامي
ولا أُتبعُ الأحياءَ لمحةَ ناظرٍ ... وإن كان فيها لَوْعتي وغَرامي
وأغفِرُ زَلّاتِ الكريمِ تعفُفًا ... ويَكرَعُ في صدرِ العدوِّ حسامي
توفِّي يومَ الثلاثاءِ قبلَ طلوع الشمس لأربعٍ خَلَوْنَ من صَفَرِ ثلاثٍ وخمسينَ وست مئةٍ وقد زادَ على الثمانينَ أربعَ سنينَ أو خمسًا، ودُفنَ ضُحى يوم الأربعاءِ تاليهِ بمقبُرة بابِ أغْمَات.
¬__________
(¬1) كذا في ب م؛ وهي أربعة.
(¬2) وردت في الروض المعطار (605، مادة: وادي آش) منسوبة إلى عبد البر ابن فرسان الوادي آشي، وكان وزيرًا ليحيى ابن غانية الميورقي.

الصفحة 68