كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 4)

أقولُ لخالي وهْو يومًا بذي خالي ... يَروحُ ويَغْدو في بُرودٍ من الخالِ:
أمَا ظَفِرتْ كَفّاك بالعُصُرِ الخالِ ... برَبَّةِ خالٍ لا يُزَنُّ بها الخالِ
تمُرُّ كمَرِّ الخالِ يَرتَجُّ رِدفُها ... إلى منزلٍ بالخالِ خَلْوٍ من الخالِ
فلا الخالُ يُخفي الخالَ من سيفِ لحظِها ... بلى هُو أمضى في الفؤادِ منَ الخالِ
أقامت لأهلِ الخالِ خالًا فكلُّهُمْ ... يؤُمُّ إليها من صحيحٍ ومن خالِ
وخالٍ تَخالُ الخالَ بعضَ سِنانِهِ ... يحِنُّ إلى خالٍ ويَنفِرُ عن خالِ
بمؤْخَرِه خالٌ من الضَّربِ بالعصا ... ولو كان خالٌ لم يَهَبْ سَطْوةَ الخالِ
واستدرَكَ عليه بعضُهم الخال: الجَواد، والرجُلُ الضعيف، والطريقُ في الرَّمل، ونَظمتُها فقلتُ:
.............. (¬1)
وهذه الأبياتُ أقربُ للحِفظ وأكبرُ شَهادةً باقتدارِ مُنشئها على النَّظْم من لقصيدةِ التي دَيَّلَ فيها أبو الطيّبُ عبدُ الواحِد بن عليّ اللُّغَويُّ القصيدةَ التي أنشَدَها ثَعْلبٌ وما كمَّلَها به أبو إسحاقَ بن فَرْقَد حسبَما تقَدَّم في رَسْمِه، وقصيدةُ أبي الطيِّب نقَلتُها من خطِّه ومن تأليفه في "مَراتبِ النَّحْويِّين"، وهي (¬2) [الطويل]:
أَلِمَّ بربعِ الدارِ بانَ أنيسُهُ ... على رَغْم أنفِ اللهوِ قَفْرًا بذي الخالِ
مساعدَ خلٍّ أو مُقَضّيَ ذِمّةٍ ... ومحُييَ قَتْلى بعضُ سُكّانِه خالِ
خَلا منهمُ من حيثُ لم تَخْلُ مهجتي ... ولم يَخْلُ من نُؤْيٍ وأورَقَ كالخالِ
وكم جلَّلتْ أيدي النَّوى وصُروفُها ... على الزمنِ الخالي المُحبِّينَ بالخالِ
¬__________
(¬1) بياض في ب م.
(¬2) مراتب النحويين: 35.

الصفحة 78