كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 4)

أحمدَ بن أبي العاص اليابُرِيّ، ولعلّه هذا، وغَلِطَ (¬1) الملّاحيُّ في نسبتِه؛ وسيأتي ذكْرُ محمدِ بن أحمدَ بن محمد الأُمَيِّيِّ الباجِيِّ أبي عبد الله بن أبي العاص، فيُنظَرُ معَ هذا إن شاء الله.

7 - محمدُ (¬2) بن أحمدَ بن عامر، سالِميٌّ، أبو عامرٍ السالميُّ.
رَوى عن أبيه، وأبي جعفر بن مَسْعَدةَ، وأبي عبد الله بن أحمدَ بن سُليمانَ الأُورِيُوليّ ابن الصَّفّار. رَوى عنه أبو محمدٍ عبدُ المُنعِم ابن الفَرَس.
وكان أديبًا فَصِيحًا تاريخيًّا حافظًا، وصنَّفَ في الحديثِ والآدابِ واللُّغة والتواريخ وعبارةِ الرُّؤيا كُتُبًا مُفيدة، منها: "دُرَرُ القلائد وغُرَرُ الفوائد في أخبار الأندَلُس وأمُرائها وطبقاتِ علمائها وشُعرائها" وقَفْتُ على السِّفرَيْن: الأوّلِ والثاني منه، وأراهُما ثُلُثَيْنِ بخطِّه، وقد كَتَبَ على ظهرِ الأولِ منهما بخطِّه ونَسَبَه لنفْسِه [الطويل]:
كتبتُ وإنّي بالمَنيّةِ مُوقنٌ ... وإنّ كتابي بعدَ مَوْتي سيُنسَخُ
وقد نَسَخَتْ كفِّي تواليفَ جَمّةً ... تعودُ معَ الأيام تَبلَى وتُنسَخُ
سأَبلَى وأفنَى بالترابِ وإنّها ... لَتبقَى وإسرافيلُ في الصُّور يَنفُخُ
فيا رَبِّ عفوًا عن يدٍ خطَّتِ الخَطا ... فقد يُخطئُ الإنسانُ في ما يؤرِّخُ
وقال في صَدْر هذا الكتابِ: "ولم أزَلْ مُولَعًا بالتأليف، راغبًا في التصنيف، جعَلتُه هِجِّيرايَ، وقطعتُ به دُنياي، دونَ تقرُّبٍ به لرئيس، ولو سَمَحَ فيه بمالٍ نَفيس، فممّا ألّفتُهُ إلى انقراضِ دولة المُرابِطينَ في سنة تسع وثلاثينَ وخمس مئة: "كتابُ سِرَاج الإسلام ومنهاج السلام من مجرَّدِ كلام النبيِّ عليه السّلام"،
¬__________
(¬1) في م: "أو غلط".
(¬2) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1394)، والذهبي في المستملح (119)، وتاريخ الإسلام 12/ 161، والصفدي في الوافي 2/ 111، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 28.

الصفحة 8