كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 4)

- وفي رواية: «كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء}، فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس، وهم اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. {قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}، فصلى مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم رجل، ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر، نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأنه توجه نحو الكعبة، فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة» (¬١).
- وفي رواية: «عن البراء، قال: صليت مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم نحو بيت المقدس، ستة عشر شهرا، وكان نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم يحب أن يصلي نحو الكعبة، فكان يرفع رأسه إلى السماء، فأنزل الله، عز وجل: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}».
قال البراء: والشطر فينا قبله.
وقال في قول الله، تعالى: {ليضيع إيمانكم} قال: ما كان الله ليضيع صلاة من مات، وهو يصلي نحو بيت المقدس» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٣٩٩).
(¬٢) اللفظ للنسائي (١٠٩٣٦).
- وفي رواية: «صلينا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم نحو بيت المقدس، ثمانية عشر شهرا، وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله المدينة بشهرين، وكان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إذا صلى إلى بيت المقدس أكثر تقلب وجهه في السماء، وعلم الله من قلب نبيه صَلى الله عَليه وسَلم أنه يهوى الكعبة، فصعد جبريل، فجعل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يتبعه بصره، وهو يصعد بين السماء والأرض، ينظر ما يأتيه به، فأنزل الله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية، فأتانا آت، فقال: إن القبلة قد صرفت إلى

⦗٤٥⦘
الكعبة، وقد صلينا ركعتين إلى بيت المقدس، ونحن ركوع، فتحولنا، فبنينا على ما مضى من صلاتنا، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: يا جبريل، كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله، عز وجل: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}» (¬١).
أخرجه ابن أبي شيبة (٣٣٩٠) قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «أحمد» ٤/ ٢٨٣ (١٨٦٩٠) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. وفي ٤/ ٣٠٤ (١٨٩١٤) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. و «البخاري» ١/ ١٧ (٤٠) قال: حدثنا عَمرو بن خالد، قال: حدثنا زهير. وفي ١/ ٨٨ (٣٩٩) قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا إسرائيل. وفي ٦/ ٢١ (٤٤٨٦) قال: حدثنا أَبو نُعيم، سمع زهيرا. وفي ٩/ ٨٧ (٧٢٥٢) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. و «مسلم» ٢/ ٦٥ (١١١٢) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «ابن ماجة» (١٠١٠) قال: حدثنا علقمة بن عَمرو الدَّارِمي، قال: حدثنا أَبو بكر بن عياش. و «التِّرمِذي» (٣٤٠ و ٢٩٦٢) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل.
---------------
(¬١) اللفظ لابن ماجة (١٠١٠).

الصفحة 44