كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 4)

- كتاب الحدود والدِّيَات
٢٣٢٧ - عن سماك بن حرب، عن جابر بن سَمُرَة، قال:
«رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم رجل قصير، أعضل، ليس عليه رداء، فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: فلعلك؟ قال: لا، والله، إنه قد زنى الأخر، قال: فرجمه، ثم خطب، فقال: ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله، خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس، يمنح أحدهم الكثبة، أما والله، إن يمكني من أحدهم لأنكلنه عنه» (¬١).
- وفي رواية: «أتي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم برجل قصير، أشعث، ذي عضلات، عليه إزار، وقد زنى، فرده مرتين، ثم أمر به فرجم، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: كلما نفرنا غازين في سبيل الله، تخلف أحدكم ينب نبيب التيس، يمنح إحداهن الكثبة، إن الله لا يمكني من أحد منهم إلا جعلته نكالا، أو نكلته».
قال (¬٢): فحدثته سعيد بن جبير، فقال: إنه رده أربع مرات (¬٣).
- وفي رواية: «أتي النبي صَلى الله عَليه وسَلم بماعز بن مالك، رجل قصير، في إزار ما عليه رداء، ورسول الله صَلى الله عَليه وسَلم متكئ على وسادة على يساره، فكلمه، فما أدري ما يكلمه به، وأنا بعيد منه، بيني وبينه القوم، فقال: اذهبوا به فارجموه، ثم قال: ردوه، فكلمه أيضا، وأنا أسمع، غير أن بيني وبينه القوم، ثم قال (¬٤): اذهبوا به فارجموه، ثم قام النبي صَلى الله عَليه وسَلم فخطب، وأنا أسمعه (¬٥)، ثم قال: كلما نفرنا في سبيل

⦗٥٩٠⦘
الله، خلف أحدهم، له نبيب كنبيب التيس، يمنح إحداهن الكثبة من اللبن، والله، لا أقدر على أحد منهم إلا نكلت به» (¬٦).
---------------
(¬١) اللفظ لمسلم (٤٤٤٣).
(¬٢) القائل شعبة.
(¬٣) اللفظ لمسلم (٤٤٤٤).
(¬٤) في المطبوع: «فقال»، والمثبت عن النسخة الأزهرية الخطية، الورقة (١٨٥/ أ)، وطبعة دار المغني (٢٣٦٢).
(¬٥) في المطبوع: «وأنا أسمع»، والمثبت عن المصدرين السابقين، والنسخة المغربية الخطية، الورقة (٢٠٦/ أ).
(¬٦) اللفظ للدارمي.

الصفحة 589