كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 4)

الإسلام، غافلة غائبة عما يريده لها أعداءُ الإسلام، فتلك يختلط عليها الحقُّ بالباطل، ولا تميز بين أصوات المؤمنين والمنافقين، يخدعها السراب وتبهرها الأنوار الكاشفة الكاذبة حتى إذا أطُفئت عنها فجأة وقعت في ظلمات بعضها فوق بعض، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.
أما الصنفُ الآخر فهن نساءٌ لديهن حظ من العلم والمعرفة الدنيوية، لكنهن في سلوكهن متهتكاتٌ مستهترات، أو فيهن استعدادٌ لهذا وذاك.
هؤلاء لا يرين في الاختلاط عيبًا، ولا في السفور بأسًا، قد فتنتهن وغرتهن الدنيا بزينتها فهي محلُّ تفكيرهن ومحط آمالهن وغايةُ طموحاتهن أما الآخرة بنعيمها وسرمديتها فتمر بهن أحيانًا كالطيف، حين العزاء أو في مناسبات إسلامية عامة كشهر رمضان والحج أو ما شابهها .. ومع ذلك فباب الهداية مفتوح غير موصد، وطريق الإنابة والرشد ميسور ليس دونه أبواب تغلق ... ومن أوسع أبوابه العلمُ والخشية فبالعلم النافع تكون الخشية {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
وبالخشية تحصل المنعة من الفتنة بإذن الله.
أيها المؤمنون والمؤمنات على طريق العلم والمعرفة وحيث سبق الحديثُ عن نماذج من امتهان المرأة في الجاهليات الأولى، وما كانت تلاقيه من مسخ وخسفٍ وذلةٍ ومهانة، أعرض لكم اليوم شيئًا من عناية الإسلام بالمرأة وبيان مكانتها الحقيقية في شرع الله، بضددها تتميز الأشياء وأعتذر لكم سلفًا عن الاختصار بما يقتضيه المقام، ومن رام التفصيل فدونه مطولات الكتب، ومؤلفات أهل الإسلام ففيها الإيضاح والبيان فيقرر الإسلامُ ابتداءً وحدة الأصل بين الذكر والأنثى، وأن المرأة كالرجل في الإنسانية سواءً بسواء ويقول تعالى

الصفحة 251