كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 4)

إلى أين تريد؟ قال: إلى مجلس سعيد أتعلم العلم، فقالت له: أجلس أعلمك علم سعيد (¬1).
وهذه أم الشافعي رحمهما الله كانت باتفاق النقلة من العابدات القانتات، ومن أذكى الخلق فطرة، شهدت مع أم بشر المريسي بمكة عند القاضي، فأراد أن يفرق بينهما ليسألهما منفردتين عما شهدتا به استفسارًا، فاعترضت عليه أم الشافعي وقالت أيها القاضي ليس لك ذلك لأن الله يقول: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} (¬2) فلم يفرق بينهما (¬3).
تلك نماذج وغيرها كثير تفاخر بها المرأة المسلمة، ويعترف بها غير المسلمين وهذا غوستاف لوبون صاحب حضارة العرب- يذكر أنه كثر في العهد العباسي في المشرق، وفي ظل الأمويين في الأندلس اللواتي اشتهرن بمعارفهن العلمية والأدبية، وبعد ذلك من الأدلة على أهمية النساء أيام نضارة حضارة العرب» (¬4).
فهل تعيد المرأة المعاصرة تاريخ ومجد أسلافها من المؤمنات العاملات ليس ذلك على الله بعزيز، ولا يقف مد الإسلام وفي الأرض مسلم ومسلمة يقولان لا إله إلا الله محمد رسول الله، أعوذ بالله {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (¬5).
¬_________
(¬1) الحلية لأبي نعيم 2/ 167/ 168، عناية النساء بالحديث، آل سلمان ص 121.
(¬2) سورة البقرة، آية: 282.
(¬3) عناية النساء بالحديث، ص 131.
(¬4) حضارة العرب ص 489، عن المصدر السابق ص 7.
(¬5) سورة النساء، الايتان، 123، 124.

الصفحة 255