كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 4)

ويبلغ عائل الجاريتين القمة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: «من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين» وضمَّ أصابعه» (¬1).
وحين تشب البنت عن الطوق وتصبح زوجة يوليها الإسلام عنايته، ويعتبر المتعة بها والأنس معها أفضل ما في الدنيا: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» (¬2).
وجعل الإسلام الحياة الزوجية ترتكز على دعائم قوية من المودة والرحمة تعجز الأنظمة البشرية أن تبلغه بتشريعاتها فهو آية من آيات الله كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (¬3).
وإذا كان أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ففي بقية الحديث نفسه قال عليه الصلاة والسلام: «وخياركم خياركم لنسائهم» (¬4).
فإذا كانت المرأة أمًا، فهي المنزلة التي لا تدانيها منزلة، وهي أحق ما في الوجود بحسن الصحبة والرعاية، والإحسان لها وللأب يُقرن بحق الله في العبودية «وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا .. ».
والوصية بهما تنزل من السماء {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا}.
ويلفت النظر إلى حق الأم لزيادة مشقتها: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} (¬5).
¬_________
(¬1) رواه مسلم وغيره (رياض الصالحين ص 138).
(¬2) رواه مسلم 1467، رياض الصالحين ص 143.
(¬3) سورة الروم، آية: 21.
(¬4) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان وغيره، رياض الصالحين ص 143.
(¬5) سورة الأحقاف، آية: 15.

الصفحة 258