كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 4)

فإن قيل هذا جارٍ في كل مشؤوم فما وجهُ خصوصية هذه الثلاثة بالذكر؟ فجوابه: أن أكثر ما يقع التطير في هذه الثلاثة فخصَّت بالذكر (¬1).
6 - الاستقسام بالأزلام، وهي القداح، كان الرجل في الجاهلية إذا أراد سفرًا أو زواجًا أو أمرًا مهمًا أدخل يده في وعاء يضع فيها القدح، فأخرج منه (زلمًا) فإن خرج الأمر مضى لشأنه وإن خرج النهي كف ولم يفعل (¬2).
وذلك نوعٌ من التطير المنهي عنه، كما في قوله تعالى: {وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ}، وفي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يلج الدرجات العلى من تكهن، أو استسقم، أو رجع من سفرٍ تطيرًا» (¬3).
إخوة الإسلام: ومن الاستسقام بالأزلام في هذا العصر: ضربُ الرمل والودع (¬4)، وفتح الكتاب والكوتشينة، وقراءة الفنجال، وكلُّ ما كان من هذا القبيل حرام منكر في الإسلام (¬5).
إخوة الإيمان احذروا التطير والتشاؤم في أمور حياتكم كلِّها فإنه مفسدة للدين والدنيا، ولما لم يكن في ترك التطير إلا تحقيق التوحيد لكان هذا كافيًا، ودونكم هذا الحديث العظيم فتأملوه، واحرصوا على العمل به، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن حُصين بن عبد الرحمن قال: «كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم
¬_________
(¬1) تيسير العزيز الحميد ص 377.
(¬2) النهاية 1/ 311
(¬3) أخرجه الطبراني وجود إسناده الألباني (الصحيحة 2161، وانظر: الطيرة والفأل؛ محمود الجاسم ص 32.
(¬4) الودع: خرز بيض تخرج من البحر تتفاوت في الصغر والكبر، الواحدة منها (ودعة) مختصر الصحاح ص 714، ولا أدري أهي المقصود بذلك أم لا؟ .
(¬5) الحلال والحرام ص 230، عن الطيرة والفأل؟ الجاسم ص 33.

الصفحة 300